السبت، 8 نوفمبر 2014

نسرٌ وثلاثة نجوم

    

نسرٌ وثلاثة نجوم

أنهى العمل ، توجه برأسه إلى أعلى مثل الصاروخ ، أزاح الكرسي ناحية الحائط بشراسة ، قبل أن يدرك الباب .. صوتا يخرج من جوف صاحبه يقول " إنتباااااااااه " ، وإذا بالجميع سكوت رغما عنهم .. مشدودين كالاوتاد .. مسكوباً عليهم الذعر الجانح ، لا يتطبعون إلا عندما تشرق شمس الخلاص منه على ثلوج تخوفهم ، لتتدفق ينابيع الهدوء. .
     ظل ماشيا يلمع فوق كتفه ثلاثة نجوم ذهبية يتقدمهم نسر .. ركب سيارته الخاصة المثقولة بالسواد ، وقذف بها مستأسدا ، وإذا بالباب يلتوى أمامه مفتوحا ، ليخرج هذا الشيطان من ضمير العمل الذي لا يعرفه .. يترك الكان طاهرا . .
     وعلى وتيرة الظلم وامتدادا لكينونته اللا آدمية أخذ يمرق فوق الطريق ، وكأن الطريق ليس لاحد غيره، وإذا به يلتهم بسيارته سيدةً تتعلق بإبنها وهم يعبرون الطريق ، فانتزع الموتُ الطفلَ لتوه ، وتسلى بأقدام السيدة التى التصقت بالطريق ؛ ينساب منها شلال ٌ أحمر
      ومازالت السيارة تمرق على الطريق ، تخترق الفضاء لتغيب في الافق ، وبلا اهتمام واصل السير حتى وصل .. أوقف السيارة ، نزل ، سار ، صعد ... تعودنا منه الزلزلة بأقدامه على سلمِ المثابِ عند الصعود .
   تتخللنا أمواج الحزن ، تخيم علينا خيمة الصمت الحائر، صوت الاقدام تخترق الصمت ولكنها  - هذه المرة – أقدام لها بصمة الكسل ، وكأن شخصا مريضا يقترب إلينا ، ولكني عرفت صوت الحذاء الميري برنته المتأججة الناصعة وكأنها أقدامه ...... ( ماذا جرى له ؟ ) ( وإن لم يكن هو .. فمن يكون الصاعد ؟ ) .
      دق الباب دقةً واحدةً ، وكأنه لم يقصد ،مسكتُ السقاطةَ ، ينقصني العزم لكي أفتح ، استوعبت بعضا من القوة وفتحت الباب  ، ارتسم أمامي كاللوحة الحزينة ِ بلونه الصحراوي ، نظر اليَّ عندما زادت رعشتي واختناقي ...لم يتكلم .... ولم أتكلم .
   صاحت أختي الصغيرة تبكي : ( أبي .. أبي )
التصقت كلمات الحزن على لساني محاولا الافصاح
" مات شقيقي يا والدي "

                                         بقلم : رضا أبورية