نسرٌ وثلاثة نجوم
أنهى العمل ، توجه برأسه إلى أعلى مثل الصاروخ ، أزاح الكرسي
ناحية الحائط بشراسة ، قبل أن يدرك الباب .. صوتا يخرج من جوف صاحبه يقول "
إنتباااااااااه " ، وإذا بالجميع سكوت رغما عنهم .. مشدودين كالاوتاد ..
مسكوباً عليهم الذعر الجانح ، لا يتطبعون إلا عندما تشرق شمس الخلاص منه على ثلوج
تخوفهم ، لتتدفق ينابيع الهدوء. .
ظل ماشيا
يلمع فوق كتفه ثلاثة نجوم ذهبية يتقدمهم نسر .. ركب سيارته الخاصة المثقولة
بالسواد ، وقذف بها مستأسدا ، وإذا بالباب يلتوى أمامه مفتوحا ، ليخرج هذا الشيطان
من ضمير العمل الذي لا يعرفه .. يترك الكان طاهرا . .
وعلى
وتيرة الظلم وامتدادا لكينونته اللا آدمية أخذ يمرق فوق الطريق ، وكأن الطريق ليس لاحد
غيره، وإذا به يلتهم بسيارته سيدةً تتعلق بإبنها وهم يعبرون الطريق ، فانتزع
الموتُ الطفلَ لتوه ، وتسلى بأقدام السيدة التى التصقت بالطريق ؛ ينساب منها شلال
ٌ أحمر
ومازالت
السيارة تمرق على الطريق ، تخترق الفضاء لتغيب في الافق ، وبلا اهتمام واصل السير
حتى وصل .. أوقف السيارة ، نزل ، سار ، صعد ... تعودنا منه الزلزلة بأقدامه على
سلمِ المثابِ عند الصعود .
تتخللنا أمواج
الحزن ، تخيم علينا خيمة الصمت الحائر، صوت الاقدام تخترق الصمت ولكنها - هذه المرة – أقدام لها بصمة الكسل ،
وكأن شخصا مريضا يقترب إلينا ، ولكني عرفت صوت الحذاء الميري برنته المتأججة
الناصعة وكأنها أقدامه ...... ( ماذا جرى له ؟ ) ( وإن لم يكن هو .. فمن يكون
الصاعد ؟ ) .
دق الباب دقةً واحدةً ، وكأنه لم يقصد
،مسكتُ السقاطةَ ، ينقصني العزم لكي أفتح ، استوعبت بعضا من القوة وفتحت
الباب ، ارتسم أمامي كاللوحة الحزينة ِ
بلونه الصحراوي ، نظر اليَّ عندما زادت رعشتي واختناقي ...لم يتكلم .... ولم أتكلم
.
صاحت أختي الصغيرة تبكي : ( أبي .. أبي )
التصقت كلمات الحزن على لساني
محاولا الافصاح
" مات شقيقي يا والدي
"
بقلم : رضا أبورية